الاثنين، 23 فبراير 2009

الاقنعة

الأقنعـة 96عمر جهان / Masks 96 Omar Jhan > The Ciro Atelier الاقنعة او الاطاحة بالزمن (علّمه كلمات بالغة القدم , بحيث يحرق ترديدها الشفاه , وسكب فيه ضياء مجيدا لاتطيقه عيون الفانين , تلك علّة القناع) بورخس
ــــــــــــــــــــــ طروس متراكمة بالغة القدم , يشفّ كل طرس فيها عمّا تحته , كتابة غامضة ناقصة ومضلّلة ايضا لاتصلح لشرح واضح او تفسير واف , وقد تعجز عن مطاولة الرمز والتأويل بل رسومات متفرّقة لاتمنح الانسان ما يأمل فيه ويشتهيه فهى لاتكفى لاشباع نهمه المتزايد لارتداء الاقنعة / اقنعة النفس / والعقل / والجسد . كما انّها ليست بهجته وسعادته الغامرة / ليست ذعره ويأسه وألمه الدفين . ان هى الاّ اشارة لما يفتقر اليه ذلك المجهول المتغلغل فى اعماقه ومغامرة لرأب الصدع الذى ألمّ بوحدته ـ ان هى الاّ ثلاثة وشوم زرقاء باهتة , ماثلة بالتوازى فوق جلد قناع قديم ,لم يعثر عليه أحد بعد وشم 1 ربما يتراءى فيما هو ابعد من الاثارة والمهارة وآحاييل الصنعة يخرج وحيدا سافر الوجه جامح الرؤية وقبل ان يكتنفه صمت عزلته يغطى سطح القناع بسناج يسح من مصباح شحم السمك ويكشط بد هنيهة بالمخرز او السكين فتسطع خطوط غائرة دقيقة ومضيئة كذلك وربما بلا معنى يهتز مثل بندول يظلّ يتراوح مابين الماورائى واليومى / المقدس وا للا مقدس / . او يسعى نحو محايثة خالصة تفضى الى قناع ناصع الالوان يحمى من تعاسة لاريب فيها وكشىء غامض يجعل الذات تفلت من اسار ذاتها ساخرة من كل لون , وملمس , ونأمه ويظل النور يتقاطع مع ظلّه المجوّف كيما تضوع رائحة خشب الصنوبر المدهون بالدهن , لحاء شجرة الكافور وكأنّها سنديانة ( يغدراسل ) دالة الارض والسماء ومدلولهما . مامن شىء يجدّد متن القناع بعد رحلة الاثر الاركيولوجية المضنية سوى تلك الحالة التى تندّ عن الوصف وتجمع فى لحظة بين خلق واختلاق / استرابة الحواف فيها هى عين اليقين / وسبر الغور منها هو الاحتمال بعينه . <<>> لا المساحيق الملوّنة والسوائل المقدسة الخرز / الودع / الوبر / القش / الريش / الحبال / الصخور / الفلزّات / المعادن المسنونة / ولا الاصابع المبصرة , عندما تمرق برشاقة سنونو خرقاء تخاتل منحنيات الشواهد والاشارات تاركة وراءها ظلّة تدور اينما دار قرص الشمس , وبرجسة مخبوءة تحت تضاريس الارض, لا الجاذبية ولا الحنان ولا نشوةاللذة البكرتكفى للشهود وليس اتقان الحرفة ليضفى ولو بريقا شاحبا او يصون قناعا قدّ من شبق الطبيعة ولو برهة من زمن , فأنّى للا تقان ان يحفظ للآ تى شكلّه الزئبقى الروّاغ الاّ اذا كان الاحتكاك بالخامة الغفل قادرا على استيعاب ما ورائية المشهد ( والجليل المتوحّد فى كمال جماله ) منشودا منذ بدء الايقاع وحتى الخفوت الاخير ولكن هيهات فصوت الايقاع وصمت الخفوت يستحيل الامساك بهما او تحديد مسارهما الملغز. على الخيال حينئذ ان يكون شاسعا وشرسا لكى لايفقد التزاوج الحيوى شفرته المحجّبة وعلى اليد ان تكون مشروطة بخبرتها حتى لاتفقد تلك الشفرة ولعها المجنون بالانفلات من دائرة السفور . …….. لم لاتفنى النقائض وتدوب الثنائيات وهذا التزاوج المذهل الذى يفترع نسيج القناع , يرتق الفجوات المستتره مابين ضرورة وحرية / طبيعة وصنعة / غريزة وادراك / فراغ وامتلاء / لم لا يجترح فىكل مرة اعادة القراءة لتجليات الاقنعة باستمرار والى مالانهاية دافعا بالاضواء والالوان والملامس والابنية دفعة واحدة وذلك لتحقيق مايمكن تسميته (التجسيد المادى للرؤية ) هكذا تنفرط الاسئلة بانفراط الاخيلة ,,,, ما الذىيتسنى لفنان وقف دون تداخل مرايا الماء والنار غير عابىء بتجاوز الانشطار الحادث مع كل مرحلة من مراحل العمل الملتبس بروح الطواطم والاسلاف المعجون بكثافة الخامة الخاثرة الممسوس بخفة الدهشة الاْولى ,مذ كان الكل للكل وكان الفن قبل ان يصير محض تقنيات وآساليب لفنانين فرادى منفصلين عن ذواتهم استجابة نوعية تنفذ من حجب المعطى الدنيوى الجاهز .!!! كيف لهذا الفنان ان يبتكر قناعه الخاص ؟ وكيف يصنع ذلك القناع المأمول سرده المتنامى ومجازه المتفرّد وبلاغته الجديدة ؟ كيف يتجاوز عصور انحطاط / الخيال فيها مضمحل / والحضور منعدم / اليد مغلولة والعين لاترى . مامن سرّ يتجانس على لوح مشهده سوى متعة صافية / انبعاث لاواع للذكريات / إيقاظ بدهى للغريزة / تفكيك وتركيب / نظم غير مسبوق للرموز والعلامات والاشياء . ما من سمت سواه ينهدم مكتظا بالازدواجية والجور والخداع والخيبة , فياله من قناع مايفتأ يلمّ شذراته المتناثرة بطول الارض وعرضها ثم يبعثرها ثانية باتساع الاوقيانوس ... أرومته الوحيدةالساحرة كلّما توحّد مع نفسه أنه حمّال أوجه أنه بلا شكل ثابت مجرّد كشط عميق وتغطية مصمتة .... امّا اذا انقسمت الذات على نفسها وتشظت سيرتها المكنونة اثناء اكتشافها لما هو متغلغل فى قابليتها البشرية الخيّرة ـــ الشريرة , وتحلّلت ذراتها كالترياق الى حالتها الثالثة جزءا وكلا فالقناع آنئذ غربة وجنّة/ محو وتعرية للدوارس والطوامس / تخلية خالصة / ونسيان تام ( بعض متفرّد من كل لامتناه ) . لنجرّب إذن حالة اخرى ندع فيها القناع يسفر عن وجهه الاصيل الهجين , ولنترك مايأتى به الغيب القادم يضرب مع ( سنجور ) التوم ـ توم القديم الطيب . <<>> لن تجد ما تبحث عنه ضمن الطبائع القديمة وانواع الهوس الرباعى لدى إ فلاطون وبين ثنايا الرسائل الموسوعية لاخوان الصفا وعند كليّات يونغ ذات الكيفيات الاربع : الفكر / الحدس / الشعور / الاحساس . وفى كيمياء التراب الاْحمر , الصلصال الاْبيض , الفحم النباتى , وحتى بين وظائف القناع التقليدية الثلاث :التخفى / التحوّل / التخويف . اذا لم تكن قد وجدت ماتبحث عنه من قبل عند بؤرة الوظيفة الرابعة الثابتة فى تاريخ الاْقنعة ( الوظيفة الجمالية) . سواء أكان ذلك بالنسبة لاْقنعة العينين او كما تسمى ( رأس الذئب ) او اقنعة ( الكاجول ) ذاك الذى يغطى العنق منسدلا على الكتفين اوالقناع الشامل الذى يستر الجسد كلّه بالوشم والتزيين والحلى من قمة الرأس حتى أخمص القدم , سواء أكان القناع تجريدا او تشخيصا / متحركا او ساكنا / متناهى الصغر يمكن للمرء ان يعلّقه بطرف خنصره / او متناهى الكبر يمكن ان يمثّل جزءا ضخما من هيكل راسخ / مهما كان تصنيفه وفق اعضاء البدن / او حسب الخامة المستخدمة: حشا ئش ذرة الياف نخيل قماش مقوّىخشب جلود مدبوغة او من ذهب خالص و احجار كريمة / ومهما تعددت الانواع تارة رامزة تنتمى للسلف واخرى حاكمة تعاقب وتثيب وغيرها شارحة تختص بعقيدة التابو الموت والحياة مهرجانات العيد والحب والحصاد / سواء أكان القناع منفردا او مزدوجا ينتسب لقبائل (الدجون ) ساكنى الجبال او ( البامارا ) قاطنى السهل المكشوف , متبديا فى صورة حيوان او حشرة امرأة او رجل , مركبا كقناع ( باصق النار ) او بسيطا جميلا كقناع ( باشام ) . <<>> لااحد يعرف بالتحديد كيف ظلّت واقعية القناع بامتداد حالاتها أفقيا ورأسيا بعيدة كل البعد عن النسخ والمحاكاة المباشرة والانعكاس المرأوىوميكانيكية الاعادة ظلّت واقعية الخلق والابتكار لا واقعية النقل والاجترار ؟؟؟ وكيف تبلّورت الطبيعة الاستاطيقية بوصفها الركن الركين الذى يشكّل القناع ـ الكائن كظاهرة نفسية اجتماعية اسطورية تلك الطبيعة المسماة جمالية مهما تحوّرت وتحوّلت . أيقونة تاريخ تستقر فى رحم الاسطورة او اختراق ابداعى لتلك الدائرة الجهنمية المحكمة هى بذاتها فى كلتا الحالتين لااحد يعلم لماذا لم يطمسها الزمن وظلّت تلك الغامضة روحا مبدعة تعيد للقناع اكسير الحياة مرات ومرات . وشم 11 الفن القديم على حد تعبير ( مورونجى ) ليس للبصر فحسب ولكنه للاْذن ولحاسة اللمس وللحواس الاخرى كافة على حد سواءلاْنّ العين لاتبصر فقط بل تخلق وتبتكر والقناع بوصفه جذرا فنيا ينتفى داخله التعارض بين الفاعل والمفعول النفعى والابداعى الواحد والكثير المرئى واللا مرئى . ان لعبة المفارقة مابين الاحالةالى الشىء وإخفائه فى آن , هى اساس الوضع الانسانى الشامل الذى يفترض دائما وضعا جسديا للقناع , لافرق هنا بين اى شىء مهمل والاْثر الفنى ....هكذا كما جاء فى نص تحليلى حديث : ( بصدد اعقد قناع او بصدد ابسط قطعة خشب ما من شىء الاّلغرض فجميع التفاصيل اللون او الرسم او المادة كلها ذات معنى رمح الراعى الذى له اثنتان وعشرون حلقة نحاسية مثل انواع الاشياء الاثنى و العشرين , فأس الضحية تمثّل شمسا تخرج من الضحية نوافير دم كالاشعّة , كفن الاموات شبيه بالواجهة العالية لمنزل الاسرة الملىء بالاحياء , والحقول المحروثة الملاّى بالبذور , قباقيب الخشب , مقاعد النساء , آلات الحائك , هى الزوارق التى ستنقذ الناس من طوفان المياه فى المستقبل , هذه السلّة تمثّل نظام العمل , وتلك السلّة الاخرى هى اعمال الاله الخالق . على الحذاء يرسم هبوط نظام الاشياء الجديد من السماء الى الارض . ) <<>> هناك سعى للتماهى بين ما هو نفعى و ما هو فنى بواسطة إحداث تغيير فى طبيعة كل منهما ...,والتفرقة بين مقولتي الكونتو والكينتو مثلما ورد في لغة إفريقية قديمة لا يشير إلى ازدواجية بالمعنى المتعارف عليه,الكونتو أي الكيف,حاملة الاختلاف والتمايز والتباين,والكينتو أي الكم تمثل الأشياء المادية والأدوات.والقناع بوصفه قوة مبدعة تمنح الحياة خصوبة ومذاقاً خاصاً وتنفي عنها الرتابة والتماثل والتشيؤ فهو أقرب إلى مقولة الكونتو بل ربما هو الكونتو نفسه ومن الثابت تاريخياً أن الإنسان يمتلك ملكات ثلاث :الذاكرة ـ محتوى التاريخ / والمخّيلة ـ مبدعة الفنون/ والعقل ـ منتج الفلسفة والفكر . واذا كان المبدأ الجمالى ثابتا فى تاريخ الاقنعة , فالقناع يعد من الثوابت الرئيسية فى تاريخ الحضارات , ولئن خلت بعض هذه الحضارات من اداة ضرورية او اكثر كالعجلة والحربة والقوس فإنّه ما من حضارة الاّ وعرفت القناع . تاريخ من التبتّل والتضرّع قريبا من جسد الطبيعة . تاريخ من التمرّد والمروق والاختراق بعيدا عن ذائقة مستقرة والقناع بينهما محتاج لحوشية اللون وروحانية الخط وفزيائية الفراغ , احتياج الانسان البدائى للطوطم هل كان الانسان الاْفريقى القديم الذى رأى الطبيعة حقلا مغناطيسيا يستمد منه القوة وليست عبارة عن معادلة رياضية باردة او مجرّد صندوق قمامة , هل كان يعرف ان ّالقناع سافر محتجب / حاضر غائب / معروف مجهول / ناقص ولكنه كامل / معتم لكنه يشفّ عمّا تحته من اضداد / اسود يشفّ عن ابيض وابيض يشفّ عن اسود أطياف تتداخل وعجلة لاتكفّ عن الدوران . <<>> لقد ساد إبّان القرن التاسع عشر ذلك الافتراض الخاطىء القائل بانّنا ندخل الحضارة بقدر ما نتخلّى عن القناع فتقلّصت الوظائف المتعددة وانكمشت بسبب ذلك الافتراض وغيره الى وظيفة مسرحية درامية واحدة كوميد ية او تراجيدية ووصمت الاقنعة تبعا لذلك الفهم الضيق بالبدائية والهمجية والحنين الرومانسى للماضى الناتج عن افلاس ثقافى حتى الفن باعتباره قوة خارقة للطبيعة (مانا سحرية ) لم يصمد طويلا فتهاوت ركائز الاقنعة امام زيف الا فتراضات ولم يفلح زواج الطواطم رمز الحيويه والانوثه , بالاسلاف رمز الفحولة والعلم بالاسرار حتى الحذق والبراعة لم يسعفا جماعة ( الجورو ) القاطنة منطقة ( الزنولو ) بساحل العاج فكفّت عن ممارسة طقوسها الا بداعية فى صناعة الاقنعة وهى الجماعة الوحيدة تقريبا التى لخّصت كيانها الوجودى كلّه داخل تلك الصناعة الجميلة الغامضة . اقنعة تنجب اقنعة , وخبرة تنتج خبرة حتى الوصول الى ذرى المزيج المتفاعل بين التكنيك والخرافة . وبالرغم من ذلك فشلت فى منع الفروض العمياء عن ممارسة لعبة التناسل التاريخية, وجاءها وقت تيبّست فيه أطراف الاصابع الخلاّقه وجفّت عنده ينابيع الاقنعة السبعة , نخر السوس الخشب أنطمس اللون وفتّــت الوقت النسيج , ولم يبق أمام الجوريون غير نزع كنانة ا لثمرات وإزاحة الشوك والحصى وحبيبات الرمل محاولين تأجيل اللحظة الخؤون التى ينتهى فيها رنين قطع النحاس الصدئة المدلاة وتتحجّر فيها القواقع الفضية الملقاة هناك بعضها مبعثر وبعضها مدفون فى رمال شواطىء مهجورة لم يطأها خيال بشر ,وبينما كانت الفروض العمياء تمعن فى لعبتها المتواترة , جرّ الجوريون اقنعتهم ودفنوا اجسادها الخلاّبة البديعة فى احتفال مهيب اهالوا عليها التراب وسط جبّانة موحشة يحرسها حرّاس اشداء يمنعون إقتراب اى انسىّ او جنّى من تخومها الاّرضية التى تطاول سما وات الفن . كان لابدّ من نهاية لكى يتساءل المرء فيما بعد هل حقا مات القناع ؟ وارث اهتزاز المادة الاولى , مرآة الطبيعة المشعّة وليها المدلهم غطا ؤها المسدل ووجهها السافر الساطع ذلك الذى لايخفى شيئا سوى لعبته المضادة الاثيرةفى تحطيم الوحدة العضوية الزائفة بين الممكن والواقع وفتح القوس عن لآخره بين الممكن والمستحيل . ( ان الاضواء البعيدة التى وصلت الينا كما قال ـ ايلوار ـ لها نفس الاضواء التى نريد ان نلقيها على المستقبل ) . هكذا تواترت الاستلهامات الخلاّقة استلهامات السورياليين والتكعيبيين والوحشيين من ( دوبوفى ) الى ( بيكاسو) مرورا بـ ( ديران ) و ( ماتيس ) وذات مرة فسّر بيكاسو تأثير الاقنعة الافريقية على اسلوبه الفنى بقوله (الاقنعة إنّها ليست كسائر المنحوتات كلاّ إنّها اشياء سحرية , والزنوج انهم ضد كل شىء ضد ارواح مجهولة متوعّدة , كنت انظر الى التماثيل وفهمت انا ايضا اعتقد ان الكل مجهول والكل عدو الكل لا التفاصيل , النساء , الاطفال , الحيوانات , التبغ , اللعب , ...الكل ) . <<>> ثمة تعويذة سحرية تعيد للقناع تكثيف طاقته الساحرة وليس ثمة تعويذة اخرى غير انعتاق الذات من احاديتها . القناع يرتدى اهابه الزاهى متسربلا بالحرية والتجدّد القناع ضدّ القناع لاّنّه يرفض الاذعان لقالب جامد ولو كان قناعا القناع لايعلو على الجسد ولايهبط دون سدرة الروح هو مراوحة مزاجها فوضى الالوان وبخاصة الاصفر الشمسى , والاحمر الدموى , والابيض الجيرى , والاخضر القتوم . مراوحة قلبها العنف والوداعة , مزيج من الاثم والبراءة , تعدّد صور الموت والحياة , حركة متوالدة تهزّ عناصره التشكيلية , صفة وموصوفا : الصفة / حنين لاعج للكشف والموصوف / مغرّة قرمزية داكنة وهما معا يحملان فى احشائهما بذرة الحياة , ومنجل الردى يؤلفان بين الصدفة والصيرورة قوسهما المشدود الماء <<< النار >>> التراب وشم111 يمتزج الفنان والمادة , يصيران كلا واحدا عظما ولحما ودما ويصير النحت والمنحوت والنحّات صورة شفّافة للبشرى فى اوسع مداه , ساعتها يبرز الفن كما تقول اسطورة قديمة لحظة انبثاق شبح الموت حاصدا ارواح البشر اولئك الذين كانوا خالدين , وكانت الاشكال عندئذ تنعم بأبدية لاتحتاج معها الى تعبير او تقليد كانت فى غنى عن الرمز والاستعارة والاحالة وحيث ان شبح الموت جعل كل شىء الى زوال فقد احتاجت الحياة الى من يعينها على البقاء والاستمرار ولم يكن ليتم ّ لها ذلك الا بالفن الذى ابتكره الانسان لكى يجعل حياته وان لم تخلد , اكثر بهجة واعمق معنى و أبلغ دلالة / بل ابتكر قناع الفن استجابة لرغبة انطولوجية خاصة تدفعه وتضعه فى مواجهة المستحيل لكى يرى مالا’يرى <<>> لايبتغى ذلك الانسان القديم من ابتكاراته ان تكون مجرّد حوامل للقوى فحسب بل ان تتحول هى نفسها الى اشارات تدل على تلك القوانين والمبادىء المتحكّمة بحركة القوى الصادرة عن الايقاع منشىء الاشياء جميعا : فكل ايقاع له قناع وكل قناع لديه غلاف لقناع آخر وهكذا فيض من التدفق والتأويل , اقنعة محيّرة حقا فهى ليست انماطاً او مفاهيم او افعالا او فلسفات , هى حيوات شهود وجودهامتحرّك وبراءتها ماكرة قناعها صنو ايقاعها بيد أنه لايوجد ثمة ايقاع محدّد هنا يمكن تكراره بسهولة و العلاقة التى طرفاها قناع وايقاع علاقة ملغّزة , لاْنّ الايقاع بنية متعدّدة الملامس والروائح والاصوات ولاْنّ القناع عندما يقابل مقولة ـ ما لبرانش ( انّ الحقيقة ليست فى حواسنا بل فى فكرنا ) ببدهية قوامها ( فى البدء كان الايقاع ) يكون قد تمّ له التجاوز ايضا لمقولة ـ غوته ـ على لسان ـ فاوست ـ ( ان الفعل بداية الوجود ) <<>> القناع ما ستر الوجه , والمقّنع الذى على رأسه بيضة الحديد (هذا فى القواميس) امّا فى التجربة الابداعية فلا وجود لآصرة من رحم بين المعاجم والاقنعة كما انّه لاوجود لأيّة مزقة من حجاب بين القناع والوجه كذلك فالسمة الغالبة دائما هى انتفاء العلاقة ذات الجانب الاحادى : كأنْ يكون الداخل قناعا والخارج وجها او العكس , او يكون احدهما ظاهرا مائتا والآخر باطنا خالدا , شفرة لسانهما المفارقة والتناقض . لاتوحّد لهما / لاانفصام بينهما / لا إزاحة لاحدهما الوجه يحزن والقناع هو الحزن الوجه يفرح والقناع هو الفرح الوجه مهما شف عن ملامح الرهافة فيه فهو تجسّد والقناع مهما غلظ وتجسّد فهو فضاء ايهما السلبى وايهما الايجابى ايهما السرّى وايهما العلنى ايهما الظل وايهما النور ايهما الانا وايهما الأنت كل منهما يحجب الآخر مفسحا مجالا جديدا او رحما ملائما تتخلّق فيه حقيقة مجهولة . ليس القناع صورة شخصية لانسان خائف , او انسان يموت , ولكنه الخوف والحرب والموت نفسه . وليس الوجه سوى ذلك الانسان الصائر الى الفناء كأ نّ الاول بلغة المتصوّفة حد النفس وكأنّ الثانى حد الجسم . اتصالهما انفصال وانفصالهما اتصال الوجه قناع والقناع حجاب والحجاب كشف . <<>> لاحضور بعدئذ لتجليات اخرى,قد تتخذ اشكالا تشبه الوجه المقنّع او تمثل القناع السافر , لاغياب ولا تواجد لغير الصيرورة , لاوجود الاّ للغامض المتناقض الكثيف المصنوع الصلب الهش الزاخر بالوعود , الداعى بالحاح كى يرتدى كل منّا قناعه الذى يختاره بمحض ارادته .... فلا يفزعنا ان يرتدى أشباهنا أقنعة متعدّدة ولكن مايلقى الروع فى نفوسنا حقا هو رؤيتنا لتلك الاقنعة وهى تتفنّن فى ارتداء ملامح الوجوه الصلدة الفانية . أيها القناع الميّت الحى انت فى مأمن منّى ومنك الآن , فاخرج من بهائك وقبحك , واكشف عن الجدير بك , وتعال أيها الوجه الحقيقى صاحب الغيبة , والغربة , والتقية , أيها القناع الصافى حامل الطرز واشكال الهيولى , يامن أطحت بالزمن الرتيب الزائف الاْجوف .كأنّى ( بجلال الدين الرومى ) يشهد اطيافك وكأنّى بك تسمعه يدنّدن’: ( يامن كنت تحرق الروح من اجل الجسد؛انك أحرقت الروح وبها اضأت الجسد). _______________________________________________________ عمر جهان ا لقاهرة 1996 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ yaggdrasil يغدراسل : شجرة دردار تزعم الاساطير الاسكند نافيه ان جذورها واغصانها تصل الى مابين الارض والجنّة والجحيم ... المورد . الطرس : الصحيفة (ج ) طروس (القناع ماستر الوجه , والمقنّع الذى على رأسه بيضة الحديد )... المعجم الوسيط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق