الاثنين، 23 فبراير 2009

الوطن

( فى روح كل انسان منقوش بورتريه منمنم للوطن ) ولكن اى وطن بالتأكيد هو ذلك الوطن / الجسد المكانى الحى وذلك الفضاء / براح التحقق الانسانى العادل , وطن لم تعد لم تعد تكفيه الاغنيات والتغزل فى محاسنه التاريخية او حتى الرصد التشكيلى لتضاريسيه الظاهرة والباطنة . مايتطلبه الوطن ليس اقل من قطع المسافة الفاصلة مابين الوطن ـ الواقع والوطن ـ الحلم .ذلك الوطن الذى هو ازهى ازدهارات الطبيعة بتعبير هيدجر يصبح اضيق من عين ابرة صد ئة اذا ما تعرض المرء فيه للعسف والقمع والمهانة احيانا يموت الوطن عبر المدن والصحارى المترامية و تدب فى اوصاله الحياة داخل زنزانة صغيرة مو صدة .من منّا لم يعذبه الغياب ويحرقه الاشتياق لمعانقة المجهول اذا استعرنا تلك الجملة الغامضة الجميلة لادوار الخراط فى صخور السماء (الفقد ان شرط للوجدان , نعم لكنه يظل بلا عوض ) فى شهر يناير 76 هبطت مصر واقمت فى حجرة بسيطة فوق سطح احدى البنايات القديمة بمنطقة الدقى وبعدها بفترة طويلة من السنوات العجاف كتبتُ فى بامفلت معرضى ( بورتريه الحجرة ) مستحضرا ( فساد الامكنة ) و ( الزمن الموحش ) ومستلهما العودة الى الذات العودة الى البيت : لم تكن الحجرة ـــ اللوحة قناعا لحجرة اخرى فى اللاوعى , او كهفا نفسيا غامضا , كما انها ليست شيئا ماديا ملقى هناك , او احالة لتجربة سياسية ضيقة , لم تكن رمزا للوطن , بل كانت وطنا للحلم . واذكر انه كان محفورا فوق بابها الخشبى المتآكل ماحفظته الذاكرة من نص ليبى قديم ورد فى رواية العشاق التعساء لامبتياس ( انا لن اعود الى الوطن الذى نفيتُ منه , فلاْقل وداعا لكل العواطف , لكل الخيول وعرباتها ولسباق الحواجز , وداعا للسلفيوم وحزمه واوراقه وعصيره العجيب) ................................. ( من حوار سابق )

هناك تعليق واحد:

  1. الوطن ثم الوطن ثم الوطن

    اللوحه رائعه وكفي

    صافي الود

    ردحذف