الجمعة، 22 مايو 2009

( هل نأكل الطعام ام يأكلنا الطعام ) / كل هذا الفقر كل هذا الغنى ، كل هذا الشبع كل هذا الجوع

السبت 16/ 5 عرض الفكرة

symposium

لانأخذ كلمة سمبوزيم بمعنى حلقة بحث ، او معنى يدل على مؤتمر لفرع من فروع العلم والفن ، وانما الذى يُلائمنا فى هذه الورشة / فى هذه الجلسة هو الاخذ بالمعنى الحرفى للكلمة اليونانية القديمة والتى تعنى فيما تعنيه ( ان نجلس معا وننتشى ) . نتجاذب اطراف الحديث حول موضوعات تخص الفن والحياة ، نفتّش فى العلاقات المتداخلة مابين الفن وفن الطهو بوصفه فنا للذوق وقانونا للمعدة وتأويلا للغريزة منذ اكتشاف النار للمرة الاولى ، وحتى انتظام الظاهرة الغذائية فى منظورها الدينى الذى يربط الجسد بالمقدس احيانا يكون الغذاء متخيلا مثل الوليمة السماوية من المن والسلوى ، واحيانا اخرى يكون عجائبيا مثل اكسير الحياة ، اويُحّمل الغذاء دلالات رمزية وروحية حيث يصبح ( اللوغوس ) كلمة الله وغذاء الارواح السماوية ، فى الاديان هناك تحليل لمأكول وتحريم لآخر ، فى الاسلام مثلا يتحدّدالتحليل والتحريم نسبة الى طرائق الذبح التزكية بين ( ماأهل لله به وما أهل لغير الله به )، وهكذا وحين يتم ارساء منظومة الطعام ومحرماته على قاعدة من التأويل الدينى او الميثولوجى او الاخلاقى ويتم افتراض ترتيبات معينة او تصنيفات معيارية تميز بين المباح والمحرم بين المندوب والمكروه ، يعنى ذلك ارساء لهوية الجماعة وتصوراتها عن الكون وعن الكائنات الواقعية والمتخيلة وعلاقة الانسان بها . المسيح والحواريون و المائدة ، السيدة مريم والنخلة ، و فى سورة محمد ( مثل الجنة التى وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى ). شراب اهل الجنة ( يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ) وشراب اهل النار ( لايذوقون فيها بردا ولا شرابا الاّ حميما وغساقا ) . تُخبرنا الانتروبولوجيا البشرية ان القدماء اعتقدوا بانّ صفات المأكول تتحول الى الآكل منه ، و فى ايامنا هذه/ الموت تخمة يقابله الموت جوعا / مع انه لكل البشر حق ا لارتواء والشبع والمتعة ، فن الطهو والفن بينهما علاقات قديمة قدم التاريخ على جدران الكهوف وفى المعابد الفرعونية والآشورية ، الى عتبة القو ل ا لشائع الطعام غذاء الجسد والفن غذاء الروح والى ان صار الطعام والفن موضوع استهلاك ، مرورا باقتراح ليفى شتراوس للمثلث الطبيعى كنموذج ينتقل فيه الشىء النىء ، اماّ تقافيا الى ناضج ومطبوخ ، وامّا طبيعيا الى فاسد ومتخمّر . العلاقة السحرية بين الآكل والمأكول والراسم والمرسوم / آكلو البطاطس لفان جوغ / والعشاء الاخير لدافنشى / وتورتة الكرز لبونار ...... الخ . ونتذكر ماكتبه غوته عن طعم الالوان المذاق القلوى للازرق والمذاق الحمضى للاصفر .... الخ . اطراقة خفيفة مع نصف اغماضة للعينين / برهة من زمن / شهيق زفير / ثم اتخاذ وضع ملائم للتهيؤ ، امام المساحة البيضاء المنبسطة مع تركيز البصر تجاه كومة الخامات المعدة سلفا / شحذ الحواس وتنشيط مدار الذاكرة /و ( التخلية قبل التحلية ) .

اولا / المقادير:

قصاصات ورق متنوعة / كمية مناسبة من الغراء ورق مقوى او سلوتكس مقاسات مختلفة علبة الوان اكريلك وعدد من اصابع الباستيل عبوات سبراى مختلف الالوان وزجاجة ماء واخرى تنر وزجاجات حبر صغيرة

ثانيا/ الطريقة :

توضع المساحة البيضاء من الورق المقوى او السلوتكس افقيا على الارض تغطى المساحة بحساسية الاكثر كثافة والاقل كثافة بالغراء الابيض وكذلك يتم توزيع قصاصات الورق كيفما أُتفق بنفس الحساسية / الاقل والاكثر / الاخف والاثقل /الاعلى والاسفل / اليمين اليسار / المركز والهامش / مع الميل نحو اطلاق غريزة اللعب من عقالها ، ومحاولة احداث خلل فى التراتب النمطى للتكوينات ، وتوليد العلاقات الاحتمالية مابين الجزء والكل . ثم يتم بخّ الاسبراى بعد رجّه جيدا على الحواف المتعرّجة لقصاصات الورق الممزق عشوائيا المأخوذ من المجلات ورسومات الفنان القديمة والتى تمّ لصقها فوق المساحة البيضاء مما يصنع مايُشبه المنظور غائر / بارز / بعيد / قريب / ومن الممكن معالجة المناطق الثقيلة الداكنة بالمرور عليها باصابع الباستيل بطريقة تهشيرية كذلك المرور بالفرشاةالمغموسة فى الماء او الحبر المخفف او التنر بخفة الالوان المائية فوق طبقات الباستيل ويتمّ الابتعاد بين الفينة والاخرى لاْكتشاف المشهد الكلى اللحظات تمر غير ان زمن اللوحة يساوى صفر .

ثالثا/ انظر واقترب :

كل فن فيه شىء من الطهو وليس كل طهو فيه شىء من الفن ربما اشترك الاثنان الفن والطبخ فى ثلاث :

التوقيت / وضبط المقادير / والنفس

______________________________________________

عمر جهان / omarjhan / و رشة ( سوا ) تاون هاوس / 16 / 23 / 30 مايو 2009

_____________________

symposium
(هل نأكل الطعام أم يأكلنا الطعام ) امل دنقل

كل هذا الفقر ، كل هذا الغنى / كل هذا الشبع ، كل هذا الجوع

_______________________________

سمبوزيم ليس بمعنى حلقة بحث ، اواستحضار المعنى الدال على مؤتمر لفرع من فروع العلم والفن . وانما يُلائمنا فى هذه الجلسة فى هذه الورشة ، اخذ الكلمة اليونانية القديمة بمعناها الحرفى والذى يعنى ( ان نجلس معا وننتشى ) نتحدّث فى جلستنا من خلال التجربة الشخصية للفنان عن علاقة الفن بالطعام من عتبة القول الشائع الطعام غذاء الجسد والفن غذاء الروح الى ان صار الفن والطعام موضوع استهلاك . كذلك يمكن الحديث عن القواسم المشتركة بين الفنون ، ومحاولة الاقتراب من الاجابة عن السؤال مااللوحة ؟ مالصورة ؟ وحيث انّه ( لايمكن الانخراط فى الرسم الا بالرسم ) نخصّص وقتا كافيا لممارسة بعض التقنيات مثل الكولاج وانتى كولاج والكشط على اسطح ورقية جاهزة . مع عرض بروجكتور لبعض اعمال الفنان مختارة من معارضه المختلفة

ونحاول معا ان نتعلّم كيف نشعر بأننا نحيا فى اى شىء خارجى/ وفى اشيائنا التى نكون قد صنعناها بايدينا وعواطفنا وافكارنا.

_____________________

عمر جهان

omar jhan

ورشة ( سوا ) تاون هاوس _ القاهرة16 / 23 / 30 مايو 2009