من ذاكرة المكان – غدامس
_____________________
للمدن شرايين للماء العذب
وأوردة لاستكمال دورة الماء
أما غدامس القديمة
فكمعبات النحل
بيوت متلاصقة ومتراكبة
لها فقط
شرايين متعرجة
تمتاح من عين الفرس
عذوبتها عبر القرون
جداول رقراقة
وسواق موشوشة
أسفل المدينة
للصبايا فقط
ميزة الاستحمام
أما الرجال
فلهم ميضاءات الجوامع
وللأطفال شغب الحقول
وما يساقط من رطب نخيلها
وللزوار
عبق البخور
ومتعة الفرجة
على ما أبدعت
أنامل الغدامسيات
من نقوش حمراء
على جدران بيوتهن
القادوس :
عجوز غدامسي
يقرفص أمام إناء يرشح
يحسب الزمن بقطرات الماء
الساعة 8 رشحات
والرشحة 300 عدة
على أصابع اليد
ترى كم أمضى هذا العجوز
من سنوات مائية
يحسب الرشحات
بسعفاتٍ معقودة من طرفها .
ضيافة :
حين يلتقيك الغدامسي
لا يحس بك
أما إذا استقبلك في بيته
فإنه يفتح لكَ قلبه أولا
ثم يغمرك البيت
بفوح البخور
ودفء الابتسامة
والإصغاء لما تقول
طوارق المهرجان :
بثيابهم الزاهية الفضفاضة
ومهاريهم الرشيقة
طويلة الأعناق
يقيمون نجعاً احتفالياً
تبيع النساء المشغولات اليدوية
و يرقص الرجال بسيوفهم اللامعة
على وقع الطبول والغيطة
مطلقين صرخاتهم المقتضبة
حين تهزهم النشوة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هون في 20 نوفمبر 2005 م
_____________________
السنوسى حبيب